في سعيها المتواصل لمكافحة الهجرة غير الشرعية، نظمت مصر مؤتمراً وطنياً للشباب، بالتعاون مع شركاء دوليين، لبحث سبل جديدة للتصدي لهذه الظاهرة. جمع المؤتمر مجموعة من الخبراء والشباب لمناقشة أسباب الهجرة وتقديم مقترحات عملية لمعالجتها.
في إطار تنفيذ خطة العمل الوطنية الرابعة 2024-2026 المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية 2016-2026 التي أطلقت تحت رعاية رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي أكتوبر الماضي لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة تنظم مؤتمرا بعنوان “مؤتمر الشباب حول الهجرة غير الشرعية” ضمن مشروع “رفع الوعي بالهجرة غير النظامية” الممول من المملكة على هولندا.
يهدف هذا المؤتمر إلى زيادة وعي الشباب والمهاجرين المصريين المقيمين في مصر بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتسليط الضوء على البدائل الآمنة التي تقدمها أجهزة الدولة، مثل فرص العمل والتدريب ودعم المشروعات.
كما يركز المؤتمر على بناء قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، وذلك من خلال جلسات نقاشية وورش عمل متخصصة تجمع ممثلي الهيئات الوطنية، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص.
افتتح المؤتمر الذي عقد تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي السفيرة نائلة جبر رئيس لجنة التنسيق القومية لمنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالأشخاص والسيد كارلوس اوليفر كروز رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة مصر ومعه ممثل السفارة من مملكة هولندا.
أكدت السفيرة نائلة جبر على أهمية مشاركة الشباب في معالجة تعقيدات الهجرة موضحة أنهم قادة المستقبل في مجتمعنا وأن أصواتهم وأفكارهم وأعمالهم حاسمة في صياغة السياسات والاستراتيجيات لمكافحة الهجرة غير الشرعية بفعالية.
وأوضح السيد كارلوس أوليفر كروز بمزيد من التفصيل أن الهدف من هذا المؤتمر هو المساهمة في الجهود التي تبذلها حكومة مصر لمعالجة الهجرة غير النظامية، وذلك من خلال توفير منصة للشباب، بمن فيهم المهاجرين، لتبادل المعرفة وتبادل الخبرات حول محركات الهجرة غير النظامية والمخاطر المرتبطة بها معه ومعالجة الأسباب الجذرية.
على مدار يومين من المؤتمر، سيكون هناك أجنحة للعديد من الجهات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني توفر الفرص للشباب، حيث سيتمكن المشاركين من تعلم كيفية التقديم والاستفادة من هذه الفرص.
اختتم المؤتمر بعرض توصيات رئيسية من الشباب المشاركين بما في ذلك الطرق الفعالة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومعالجة المفاهيم الخاطئة حولها وتعزيز البدائل الآمنة للشباب. كما سيختار المؤتمر 20 إلى 30 شابا ليكونوا “سفراء شباب” للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية في مجتمعاتهم وإحداث أثر إيجابي.
يعد المؤتمر منصة فريدة لتمكين الشباب وتشجيعهم على تبني حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية، مع التركيز على تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والدولية وكذلك منظمات المجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.