
كتبت:د. سمية النحاس
احتفل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 ، باليوم العالمي لسلامة المرضى ، للعام السابع على التوالي ، وذلك في قاعة مؤتمرات المستشفى ، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ، رافعة شعار “رعاية آمنة لكل مولود وكل طفل” ، وهو شعار المنظمة لهذا العام 2025 ، وذلك بهدف تعزيز الوعي بأهمية سلامة المرضى وتثقيف جميع الأطراف بالمنظومة ، في احتفالية شهدت حضورا كبيرا من العاملين ، وأسر المرضى ، والطلبة ، حيث استمعوا لجوانب متعددة لسلامة المرضى .
قال د. شريف أبوالنجا ، الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 ، مدير عام المستشفى ، على أن إشراك المرضى في اتخاذ القرارات العلاجية ، ينعكس إيجابا على السلامة ، والرضا ، ونتائج الشفاء ، وكذلك الحد من الأضرار التي يمكن تجنبها، مشيرا إلى أن التشخيص المبكر ، هو عنصر أساسي في تقديم رعاية صحية عالية الجودة ، وتحسين فرص الشفاء ، فهو حجر الزاوية لتحقيق أفضل النتائج العلاجية ، وتجنب المضاعفات المحتملة .
عرض د. معتز الزميتي ، المدير الطبي لمستشفى 57357 ، معلومات عن سبل سلامة المرضى ، وكافة الإجراءات التي تتعلق برحلة علاج المرضى ، وفي كافة التخصصات الطبية التي من المحتمل أن يحتاجها المريض خلال فترة تطبيق البروتوكول العلاجي ، في ضوء تنسيق كامل بين كافة التخصصات الطبية ، وبما لا يعيق تعليم الطلاب ، ولذلك يدرسون داخل مدرسة المستشفى خلال فترات تلقي العلاج ، والتي قد تمتد إل 3 سنوات في بعض التخصصات .
سلط المدير الطبي الضوء على الدور المتنامي للتكنولوجيا في تحسين دقة التشخيص ، واستعراض كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية في مستشفى 57357 ، مما يساعد في اكتشاف الأنماط غير الواضحة بالطرق التقليدية ، كما تم تقديم شرح لنظام إدارة المعلومات في المستشفى، وكيفية استخدامه لزيادة كفاءة وجودة الرعاية .
وقال إن المستشفى يستقبل 3000 حالة كل عام ، ويعمل المستشفى حاليا على توسعة وحدة زراعة النخاع ، لتزيد من 9 إلى 27 غرفة ، بهدف القضاء على قوائم الانتظار للمرضى .
وقال أن الالتزام بسلامة المرضى يترجم إلى تقديم رعاية عالية الجودة للمرضى ، وطلب أحدث التقنيات ، وتوفير التعليم المستمر للجميع ، وطالب العاملين بتحمل مسئولية حماية ثقافة السلامة ، واتباع بروتوكولات وسياسات وإرشادات السلامة ، والإبلاغ عن أي خطأ فور حدوثها .
تعد سلامة المرضى أولوية قصوى في مستشفى 57357 ، حيث تطبق معايير دقيقة وشاملة لضمان رعاية آمنة وفعالة ، حسب ما أكدته د. فاطمة علي ، مدير إدارة الجودة بالمستشفى ، موضحة أن هذه المعايير تطبق على جميع مراحل علاج المريض ، من لحظة دخوله حتى انتهاء علاجه ، ويشارك في تطبيقها جميع العاملين بالمستشفى ، بما في ذلك الأطباء ، والتمريض ، والصيادلة، والإداريين .
لافتة إلى التركيز على جمع وتحليل البيانات لمنع الأخطاء الطبية ، وتقييم الآداء ، وتنفيذ خطط تحسين مستمرة ، والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة لتحليل هذه البيانات ، مما يساعد في تحديد نقاط الضعف ، واتخاذ إجراءات وقائية لضمان سلامة المرضى ، في جميع الإجراءات والتعاملات .
وقالت د. فاطمة علي ، لتقليل الأخطاء البشرية ، نعتمد على أنظمة معلومات متكاملة ، وملفات إلكترونية للمرضى ، ويعد نظام الصرف الإلكتروني للأدوية مثالا بارزا ، حيث يساهم في تحديد الجرعات الصحيحة ، وتجنب الأخطاء المرتبطة بصرف الدواء ، مما يعزز سلامة المريض بشكل كبير .
كما يعتبر تثقيف المريض وتمكينه ، جزءا لا يتجزأ من خطة العلاج ، حيث يتم توعيتهم وتثقيفهم بكل شئ ، بدءا من حقوقهم وواجباتهم ، وصولا إلى التوعية بالغذاء الصحي والأدوية ، ويتم ذلك عبر نظام إلكتروني خاص بكل مريض ، يسجل فيه كافة المعلومات التي يجب توصيلها ، إضافة إلى توزيع ونشر كتيبات وأفلام توعوية تم إعدادها من قبل متخصصين ، لإشراك المريض بشكل فعال في خطة علاجه، مما يحسن نسب الشفاء .
لفتت الدكتورة نور الله أحمد ، المشرف على قسم سلامة المرضى بإدارة الجودة في مستشفى 57357 ، إلى الالتزام بالمعايير العالمية والمحلية الخاصة بسلامة المرضى .
وأوضحت أن دور المستشفى لا يقتصر على تقديم الرعاية الطبية فقط ، بل يمتد أيضًا إلى إشراك المجتمع من خلال نشر الوعي والتثقيف، في مجالي سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية ، بما يعكس رسالته في تعزيز ثقافة السلامة ، وتحقيق أعلى مستويات الجودة .
تحدث د. محمد الفيومي ، مكتب سلامة المرضى بمنظمة الصحة العالمية بمصر ، عن سلامة المرضى في ضوء رصد منظمة الصحة العالمية ، ضمن خطتها لسلامة المرضى بين “2021-2030” ، وقال أن المنظمة تستهدف ضمان عدم إلحاق أي ضرر بالمرضى بينما كان يمكن تجنبه ، ودمج سلامة الطفل في السياسات الصحية الوطنية ، والعمل على التزام الحكومات بإعطاء الأولوية لسلامة المرضى .
ولفت إلى أن من أهداف المنظمة لسلامة المرضى دعم البداية الصحية ، من حيث الرعاية الفورية للمواليد الجدد ، ومعالجة المشاكل الصحية ، وتقييم ما قبل الولادة ، والتحضير لها .
وبخلاف ذلك تعليم المهارات والسلامة للعاملين الصحيين، من خلال التدريب والتعليم المستمر ، وبيئة العمل الآمنة التي تحمي الأطفال بشكل مباشر من الأذى ، وتحسين استراتيجيات رعاية حديثي الولادة ، من خلال التعاون العالمي ، والتمويل ، وتخطيط الموارد البشرية ، والتوظيف الفعال ، والتدريب الموحد ، وبناء القدرات ، والتدريب المتخصص ، وتقديم الرعاية .
ودعت المنظمة للتعاون بين كافة مقدمي الخدمة الصحية ، من القطاعين العام والخاص ، والمجتمع المدني ، والمرضى ، بشكل كامل في جهود سلامة المرضى ، وتعزيز شبكات سلامة المرضى الإقليمية والعالمية ، والمشاركة في المؤتمرات العالمية لسلامة المرضى .
تحدث د. محمد حسن فودة ، استشاري إدارة المستشفيات وجودة الرعاية الصحية بقطاع الخدمات الطبية ، وزارة الداخلية ، عن دور هندسة العوامل البشرية في تعزيز سلامة المرضى ، وخاصة الأطفال وحديثي الولادة الأكثر عرضة للأخطاء الطبية .
وتقوم الفكرة على تصميم أنظمة صحية مرنة ، تجعل تقديم الرعاية الصحيحة أسهل ، وتقلل فرص الخطأ ، من خلال تبسيط الأدوات ، وتوحيد الإجراءات ، وتحسين بيئة العمل والتواصل ، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ، وفي ظل تحديات طب الأطفال ، يصبح بناء أنظمة قادرة على التكيف والتعلم المستمر ضرورة لضمان رعاية آمنة لكل طفل ولكل مولود .
عرضت د. نجلاء الراوي ، استشاري الأطفال ، مدير الجودة بمستشفى مصر الطيران ، معلومات عن علم الأرغونومكس “بيئة العمل” كعنصر محوري في تحسين جودة الرعاية الصحية للأطفال وضمان سلامتهم .
فمن خلال تكييف بيئة العمل والأدوات والإجراءات ، مع قدرات كل من الطفل ومقدم الرعاية ، يمكن تقليل الأخطاء الطبية وتعزيز الوقاية ، بما ينسجم مع شعار منظمة الصحة العالمية “الخطأ وارد ، والوقاية أفضل” .
وقالت أن تطبيق مبادئ بيئة العمل في رعاية الأطفال ، يسهم في خفض معدلات الإصابات والإجهاد الجسدي ، ويوفر بيئة علاجية آمنة تشجع على التعافي والنمو الصحي ، وبذلك فهي بيئة ليست مجرد وسيلة للراحة ، بل استراتيجية أساسية لحماية الأطفال ، وتعزيز ثقافة السلامة في النظام الصحي .


