
كتبت يوستينا اشرف
شنتشن الصين في مشهد يخطف الأنفاس ويحبس العقول حيث يلتقي براعة الإنسان مع جمال الطبيعة، انطلقت رحلتنا لاكتشاف واحد من أعظم الإنجازات الهندسية في القرن الحادي والعشرين: جسر هونج كونج-تشوهاي-ماكاو العابر للخليج. لم يكن اقترابنا منه عبر باخرة فاخرة سوى مقدمة ملحمية لعظمة لم نشهد لها مثيلاً من قبل.
تحفة على مياه الخليج:ليس مجرد جسر، بل هو شريان حياة يمتد على 55 كيلومترًا، ليربط بين ثلاث مدن كبرى (هونج كونج، تشوهاي، وماكاو) في شبكة مواصلات واحدة هي الأطول من نوعها فوق البحر في العالم. صمم ليقاوم الزلازل والأعاصير، واستغرق بناؤه nearly 9 سنوات تقريبا بتكلفة بلغت 20 مليار دولار أمريكي.
ليس للجسر جزء واحد، بل هو مزيج مذهل من ثلاثة كباري معلقة، ونفق بحري مغمور تحت الماء يبلغ طوله 6.7 كيلومترات، وأربعة جزر اصطناعية هذا التصميم المعقد لم يكن عبثيا، بل لحماية أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا بالسفن في المنطقة.
الإبحار نحو الضياء: ليلة لن تنسي
مع حلول الظلام، بدأت التجربة الأجمل في رحلتنا عبر الصين. انطلقنا على متن باخرة تتأرجح بلطف على مياه الخليج الهادئةكان الهدوء الذي يسبق العاصفة البصرية التي كنا ننتظرها.
وفجأة… اكتملت الصورة انطلقت أضواء الجسر لتشعل الظلام بطيف مبهر من الألوان تحول هذا الإنجاز الهندسي الهائل إلى عمل فني حي، يتلألأ وينبض بالحياة، معكوسا على صفحة المياه السوداء، وكأننا داخل لوحة لفنان عبقري.
من على سطح الباخرة، كان المشهد مهيبًا يصعب وصفه أطياف الضوء الأبيض والأزرق تنساب على امتداد الكباري، محددةً contour هذا العملاق بلغة من النور، بينما تنعكس أنوار المدن البعيدة في الأفق لترسم مشهدًا مستقبليًا من فيلم خيال علمي.
لم يكن هناك سوى صمت مليء بالدهشة، punctuated فقط بصوت نقرات الكاميرات التي عجزت عن التقاط كل هذا الجمال، وصوت همسات الحضور وهم يتبادلون عبارات الإعجاب والذهول. لقد كان لحظة سحرية محفورة في الذاكرة.
لقد كانت سيمفونية ضوئية تروي قصة الطموح الصيني والتفوق التكنولوجي، وهي ترنيمة تغنى للجمال والابتكار لقد شاهدنا، في تلك الليلة، كيف يبني الإنسان أعاجيب تذهل العالم.
هذه الرحلة ليست مجرد زيارة، بل هي رحلة إلى مستقبل أصبح حاضرًا على أرض الصين، وشهادة على أن البشر عندما يتحدون، يمكنهم تحدي المستحيل وتحويله إلى حقيقة مضيئة ترى من الفضاء.