أخبار مصر

روشتة ذهبية للدكتورة “ميرفت السيد” مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة

أقسام الطوارئ شاهد عيان على مأساة حوادث الطرق اليومية

أوضحت “د.ميرفت السيد” مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة و استشارى طب الطوارئ والإصابات واستشارى طب المناطق الحارة وأخصائي جوده الرعاية الصحية وأخصائي السلامة والصحة المهنية أنه في أقسام الطوارئ، كل يوم، ندخل في سباق مع الزمن لإنقاذ مصابي حوادث طرق، من شباب في مقتبل العمر، وأطفال لم يبدأوا الحياة بعد، إلى أمهات فقدن وعيهن في لحظة.

ورغم التطوير الكبير الذي شهدته شبكة الطرق والكباري في مصر خلال السنوات الأخيرة، ما زالت الحوادث المرورية تحصد أرواحًا وتترك خلفها إصابات مأساوية… يمكن تفاديها.

و نكرر لأنفسنا نفس السؤال … لماذا لا تتوقف الحوادث؟ الأسباب المتكررة على الأسفلت

من واقع الملاحظة الطبية وتقارير المرور والإحصاء، الأسباب التالية تتكرر يوميًا:

  1. السرعة الزائدة:
    أحد أبرز الأسباب، خاصة على الطرق السريعة.
  2. القيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول:
    مأساة متكررة في فئة سائقي النقل والسرفيس.
  3. استخدام الهاتف أثناء القيادة:
    الرد على رسالة قد يُفقدك السيطرة على السيارة في ثانية!
  4. سوء حالة السيارة:
    إطارات تالفة، فرامل غير صالحة، أو إنارة ضعيفة.
  5. إرهاق السائق:
    النعاس أثناء القيادة لا يقل خطورة عن تأثير الكحول.
  6. عدم الالتزام بحزام الأمان أو الخوذة:
    سبب رئيسي في إصابات الرأس والوفاة الفورية.

واضافت “د.ميرفت السيد” نحن كأطباء طوارئ نرى الوجه الحقيقي للحادث بعد ثوانٍ من وقوعه، وهذه بعض الإصابات الشائعة:
*نزيف دماغي وكسور في الجمجمة (خاصة لغير المرتدين للخوذة أو الحزام).
*كسور العمود الفقري والعنق، وبعضها يؤدي إلى شلل دائم.
*نزيف داخلي بالبطن أو الصدر، لا يظهر إلا بالفحص السريع وقد يؤدي للوفاة الصامتة.
*بتر أطراف وتشوهات وجهية.
*كسور متعددة – صدمة نفسية – توقف تنفسي أو قلبي.
“وفيات قبل الوصول للمستشفى… نتيجة نزيف حاد أو إصابة قاتلة.

واضافت “د.ميرفت السيد” أيضا أن هناك عدة أمثلة و شهادات من أرض الطوارئ

*منها شاب 19 سنة – دراجة نارية – بلا خوذة: دخل غائبًا عن الوعي، نزيف بالمخ، واستئصال جزء من الجمجمة لتقليل الضغط. نجا بأعجوبة، لكنه فقد قدرته على الكلام والحركة لأشهر.

*ومنها أم وطفلتها – انقلاب سيارة على طريق الساحل: الأب تُوفي بالموقع. الأم دخلت العناية المركزة. الطفلة 6 سنوات نُقلت للمستشفى بتمزق في الكبد وتم إنقاذها بشق الأنفس.

*سائق نقل – ظن أنه بخير: دخل الطوارئ بوجه هادئ، لكنه كان ينزف داخليًا. احتاج جراحة عاجلة لإنقاذ حياته.

واكدت “د.ميرفت السيد” أن الأرقام تتحدث… الواقع صادم

في مصر (2023):
6,202 وفاة بسبب حوادث الطرق.
56,789 مصابًا منهم آلاف بالإصابات الحرجة.
أكثر المحافظات تأثرًا: القاهرة، الجيزة، المنيا، البحيرة.
الفئات العمرية الأكثر تضررًا: من 18 إلى 40 سنة.
أبرز الأسباب: السرعة (36%)، الانحراف المفاجئ، المخدرات، الحالة الفنية للسيارة.

عالميًا (WHO – 2024):
1.19 مليون وفاة سنويًا حول العالم.
السبب الأول للوفاة بين الفئة 5–29 سنة.
50 مليون إصابة غير قاتلة سنويًا.
93% من الوفيات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

واوضحت “د.ميرفت السيد” أن مصابو الحوادث لا يُعالجون جسديًا فقط.

*الصدمة النفسية (PTSD) قد ترافقهم لسنوات: كوابيس، خوف من القيادة، اكتئاب.
*عائلات كاملة تنهار نفسيًا بعد فقدان عائل أو طفل.

و أوضحت “د.ميرفت السيد” أن هناك خطوات وقائية بسيطة… لكنها تنقذ أرواح وتوقف هذا النزيف

على مستوى الفرد:
*ارتدِ حزام الأمان أو الخوذة.
*لا تقُد وأنت متعب أو مشتت.
*راجع حالتك الصحية قبل السفر.
*تأكد من صلاحية سيارتك (الإطارات – الفرامل – الإنارة).

على مستوى الدولة والمجتمع:
*رقابة صارمة على تعاطي المخدرات للسائقين.
*دعم برامج التوعية والسلامة المرورية في المدارس والإعلام.
*توفير برامج تأهيل نفسي لمصابي الحوادث.
*تكثيف كاميرات السرعة والانضباط على الطرق الداخلية.

ونداء للمجتمع .. أننا في الطوارئ، لا نملك ترف الوقت، لكننا نملك الشجاعة والمهنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ومع ذلك، كل مرة نسأل أنفسنا:
ماذا لو ارتدى الحزام؟ ماذا لو لم يتأخر في الذهاب للمستشفى؟ ماذا لو لم يكن يقود تحت تأثير المخدر؟
أسئلة تكررت أكثر من اللازم…
فلنجعل من الحذر أسلوب حياة، قبل أن تصبح “ثانية واحدة” لحظة لا تُنسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock