صحة

“جرعة سعادة”.. تعاون إنساني بين منظمات ومبادرات شبابية لدعم أطفال مستشفى 57357

كتبت: د. سمية النحاس

اجتمعت عدة منظمات ومبادرات شبابية تحت سقف مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 ، رافعين شعار “جرعة سعادة” ، بهدف رسم البهجة على وجوه الأطفال مرضى السرطان وأسرهم ، وكذلك بهدف تقديم الدعم النفسي والترفيهي لهم ، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي بسرطان الأطفال ، وتعزيز التضامن مع مصابيه .

تعاونت مبادرة “إلدير” الطلابية بجامعة القاهرة ، مع منظمة “سيف إيجيبت” ، ومنصة “ري وايند” ، لتقديم نموذج مبتكر للتعاون بين الجهتين ، لتجسيد كيف يمكن لمجموعة من الطلبة تحويل فكرة بسيطة إلى حدث مؤثر ، يحمل رسالة أمل وبهجة ، في أروقة أحد أهم صروح علاج السرطان في مصر والعالم العربي .

ضم الجزء المسرحي من الفعالية ، ورشة دعم نفسي للأطفال وذويهم ، وحلقة نقاشية حول الصحة النفسي للآباء ، بمشاركة خبراء في الطب النفسي ، وعرض ملهم من إحدى الناجيات من السرطان ، حيث شاركت تجربتها الشخصية في مواجهة السرطان ، في محاولة لإلهام الأطفال وبث الأمل في نفوسهم .

كما تضمن عرض عرائس “درويش وزكية” ، المُصمم لإدخال البهجة على قلوب الأطفال ، وأولياء الأمور ، ثم فقرة لتوزيع الهدايا ، وإطلاق رسائل الدعم وبطاقات الأمل للأطفال .

أما النشاط الترفيهي والتفاعلي ، فاحتوى على مجموعة من الأنشطة المصممة بعناية لتناسب الحالة النفسية للأطفال ، وتدعم التفاعل الإيجابي ، منها ألعاب أرضية تفاعلية ، ومنطقة مخصصة للعلاج بالفن ، كوسيلة للتفريغ النفسي وتعزيز التعبير الذاتي للأطفال ، وتجسيد شخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال ، وركن للرسم على الوجوه ، وكابينة تصوير لالتقاط صور تذكارية مع الأطفال وأسرهم ، وعرض الطبل التفاعلي الذي أضفى طاقة حيوية على أجواء اليوم .

قالت بسملة حسن ، منسقة الفعالية في إلدير ، أن المبادرة تتكون من طلاب جامعة القاهرة ، وتستهدف تنظيم المبادرات الاجتماعية والفعاليات التنموية ، التي تعزز الوعي وتدعم الفئات الأكثر احتياجا ، من خلال تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم القيادية ، وتعاونت المبادرة مع منصة “ري وايند” الرقمية المتخصصة في التوعية الشاملة بمرض السرطان ، وتركّز على دعم المرضى والناجين وأسرهم نفسيا ومعنويا ، من خلال حملات توعوية مستمرة تسلط الضوء على أبعاد المرض المختلفة ، بما في ذلك الوقاية ، والعلاج، والدعم النفسي ، وأهمية الكشف المبكر .

وواصلت بسملة ، وضعنا تصورا لحدث متكامل يستهدف إسعاد أطفال 57357 ، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ، وعرضناه على إدارة المستشفى التي وافقت عليه ، حيث يجمع بين الفن واللعب والاحتواء والدعم النفسي ، من خلال عروض مسرحية تفاعلية ، وأنشطة ترفيهية متنوعة، صممت كلها لتناسب الأطفال وأولياء الأمور .

ريهام قابيل ، مدير المشاريع ومشرف قسم الشراكات والمسئولية المجتمعية بمنظمة “سيف إيجيبت” ، قالت نعمل على تعزيز الوعي في مجال الحماية ، وخاصة في قضايا العنف ، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي ، بهدف بناء مجتمع أكثر أمانًا من خلال التوعية ، والتثقيف ، وكذلك حضرنا لدعم أطفال 57357 نفسيا ، من خلال الناجين من مرض السرطان وأسرهم ، وتنظيم جلسة تدريبية مخصصة لأهالي الأطفال بالمستشفى ، باستخدام أداة تفاعلية ، وهي واحدة من الألعاب المبتكرة المصممة لتعزيز التواصل الصحي ، والتعبير الآمن عن المشاعر .

وقالت ريهام قابيل ، هدفت الجلسة إلى تعزيز التواصل العاطفي بين الوالدين وأطفالهم ، وتوفير مساحة آمنة لتسمية المشاعر ، والتعبير عنها بطريقة صحية وبناءة ، بما يسهم في فتح حوار عاطفي بين أفراد الأسرة ، خاصة في ظل التحديات النفسية المصاحبة لتجربة المرض .

ففي الوقت الذي كان فيه الأطفال يلهون فيه من خلال اللعب ، كان يتلقى الوالدان فيه إرشادات حول كيفية الاستجابة لمشاعر الأطفال بأسلوب داعم ودون أحكام مسبقة ، وتعزيز مهارات الإنصات والتفهم لديهم .

سارة عزيز ، مؤسسة منظمة “سيف إيجيبت” ، قالت أن جلسة الدعم النفسي تحقق مجموعة من الأهداف ، أبرزها تسليط الضوء على أهمية التعبير عن المشاعر ، والتعبير عنها كجزء من عملية التعافي النفسي ، وتوجيه الأهل نحو بناء بيئة أسرية تتّسم بالأمان العاطفي والانفتاح ، والتأكيد على دور الدعم الأسري ، في إعادة بناء جسور التواصل والثقة ، على إثر المرور بأزمة صحية .

كما ركزت الجلسة على أهمية مشاركة كل من الأم والأب في تقديم نموذج عاطفي متوازن ، يظهر فيه الانفتاح والصدق في التعبير ، مما يساعد الأطفال على الشعور بالأمان والثقة في مشاركة مشاعرهم المختلفة ، بما في ذلك الخوف ، الغضب ، الحزن ، وحتى الأمل .

ومن أبرز النتائج التي ظهرت خلال الجلسة، توسع المفردات العاطفية لدى المشاركين ، وزيادة قدرتهم على التفاعل مع أطفالهم بلغة عاطفية مرنة ، وفهم أعمق للإشارات التي قد تدل على توتر أو كبت عاطفي لدى الأطفال .

كما عبر العديد من أسر الأطفال ، عن تقديرهم لوجود مساحة آمنة ، تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم ، والتفاعل مع أطفالهم بشكل أكثر قربا وإنسانية .

وأضافت سارة عزيز ، تجسد هذه الجلسة نموذجا فعالا لتكامل الدعم النفسي مع الرعاية الطبية ، حيث لا يقتصر الاهتمام على الجانب الجسدي للطفل ، بل يمتد ليشمل احتياجاته العاطفية وعلاقاته الأسرية ، في رحلة التعافي والعودة إلى الحياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock