
المواطنون الأعزاء، أصدقاؤنا من بيلا روسيا وأصدقاؤنا من مصر أهلاً بكم
أود أولاً أن أرحب بضيوفنا الكرام في هذه المناسبة السيد السفير/ سيرجي تيرنتييف، سفير جمهورية بيلا روسيا في مصر، السيد/ أليكسي كونونينكو، مدير مشروع بناء محطة الضبعة للطاقة النووية كما أرحب بكل فريق العاملين بالمشروع.
وأهنئ جميع الحاضرين من كل قلبي بهذه المناسبة وهي إحدى وأهم مناسبة محبوبة لدى شعبنا، ألا وهي يــوم النصــر في الحرب الوطنية العظمى. فاليوم نحتفل بالذكرى الـ 80 على مرورها. وهو الحدث الذي يمتلك من الأهمية التاريخية ما لا يحتاج إلى المبالغة فيه. وأنا على يقين أن هذا التاريخ هو يوم مقدس بالنسبة لجميع الروس، مواطني جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وبالنسبة لجميع موطنينا الذين يعيشون في الخارج ذلك لأنه وبدون أدنى شك كل عائلة تمتلك صفحات بطولية في سجل النصر.
وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عام 2025 هو عام “المدافع عن الوطن” وذلك تخليداً لذكرى بطولات الجنود والضباط الذين قاتلوا من أجل الوطن على مدى أزمنة مختلفة.
إننا لنحني رؤوسنا احتراماً وتبجيلاً لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وسحقوا النازية، وأولئك الذين يواصلون مسيرة أسلافهم بعزة وكرامة ويدافعون عن بلدنا ببسالة في عملية عسكرية خاصة.
وإنه ليسعدني حقاً أن نشهد الاحتفال بعيد “9 مايــو” في مصر، والذي أصبح تقليداً طيباً، مصر حيث دارت بعض المعارك الكبرى في الحرب العالمية الثانية في 1942. وفي العلمين التي ليست بالبعيد من الضبعة تصدت قوات التحالف لقوات هتلر، وقد شارك في هذه القوات المحاربين الروس وذلك على جبهة العمليات العسكرية في شمال إفريقيا. ومن هنا بدأت عملية تحرير إفريقيا من الغزاة.
واليوم يشاركنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالاتنا بذكرى عيد النصر في موسكو. وأودُّ أن أذكركم بأن العلاقات الدبلوماسية بدأت بين بلدينا منذ عام 1943 في ذروة الحرب العالمية الثانية، عندما قاومنا معاً الغزو النازي. ومنذ ذلك الحين نمت العلاقات الروسية-المصرية إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات.
في الوقت الحالي يأتي مشروع بناء أول محطة مصرية للطاقة النووية بالضبعة كأحد أبرز مجالات الصداقة الوطيدة بين شعبينا والذي تقوم بتنفيذه شركة “روس أتوم”.
وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة نشعر بحماس خاص لواجبنا المقدس في الحفاظ على ذاكرتنا التاريخية المشتركة وحمايتها، حقيقة الحرب وحقيقة النصر، والتي تنتقل من جيل إلى جيل. روسيا لن تسمح أبدًا بنسيان بطولات وتضحيات الجيل الذي لا يقهر من المنتصرين. كما سيظل مثلهم المشرق في الوطنية والشجاعة مصدرًا لا ينضب للقوة الروحية لنا.