الفن

لقاء مع الشاعر والسيناريست الكبير “د.مدحت العدل” في مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية لمناقشة أحدث أعماله ديوان “إنسان عادي”

عقد مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، ندوة لمناقشة ديوان “إنسان عادي”، أحدث إصدارات الكاتب والشاعر الكبير “د. مدحت العدل”؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية، وذلك بحضور الشاعر والسيناريست “د. مدحت العدل”، والأديب “عادل حراز”، وأدار اللقاء أستاذ “وليد عدنان”.
يُذكر أن السيناريست “مدحت العدل” له العديد من الأعمال الفنية في السينما والدراما، والتي تركت أثر واضح في تاريخ السينما المصرية، وكانت بدايتها تأليف أغنيات فيلم “آيس كريم في جليم” والمشاركته في السيناريو ، وتم إصدار الفيلم عام 1992، وفيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، الذي صدر عام 1998، وفيلم “حرب الفراولة ” عام 1993، بالإضافة إلى فيلم “أمريكا شيكا بيكا” الذي صدر في نفس العام وغيرها الكثير من الأفلام التي حققت نجاح مُبهر في تاريخ السينما المصرية.

كما كان له بصمة مميزة في الدراما المصرية والمسرح، وقدم عدد من المسلسلات التي تناقش قضايا مختلفة مثل مسلسل “محمود المصري”، و”العندليب حكاية شعب”، و” الشوارع الخلفية”، ومسلسل “حارة اليهود، و”لأعلى سعر “، و”عملة نادرة” مع النجمة “نيلي كريم”، بالإضافى إلى المسلسلات التس قدمتها الممثلة المتألقة “يسرى” مثل “فوق مستوى الشبهات”، و”الحساب يجمع”، وكان آخر أعماله مسلسل “عتبات البهجة” للفنان القدير “يحيى الفخراني”، وقدم مسرحتين هما: “تشارلي” والتي تحاكي قصة تشارلي تشابلن، ومسرحية “كوكو شانيل” والتي تروي قصة مصممة الأزياء الفرنسية “كوكو شانيل”، وكانت هذه المسرحية عودة للنجمة “شريهان”.

بدأ د.مدحت العدل ندوة مناقشة ديوان “إنسان عادي” بالتحدث عن مدينة الإسكندرية وأعرب عن سعادته الكبيرة للتواجد فيها، ووصف أهل إسكندرية بأنهم مُقفين ومتفتحين وغير متعصبين، وأشار إلى عدد من النجوم الكبار يرجع أصلهم إلى مدينة الإسكندرية.

وجه الأستاذ “وليد عدنان” سؤال للدكتور “مدحت العدل” عن أكثر شخص تأثر به في طفولته، تحدث في إجابته عن بدايته وأسرته، وذكر أن والده كان مُهندس ووالدته معلمة لغة عربية، وقد نشأ في الطبقة المتوسطة وتخرج من كلية الطب، ومارس مهنته كطبيب أطفال لمدة 11 عام، ثم اتجه إلى الفن، وأشار لفي نهاية حديثه إلى أن والدته هي أكثر شخصية تأثر بها، حيث كونت شخصيته وشخصية جيل بأكمله.

تحدث د.”مدحت العدل” عن ديوانه “إنسان عادي” وذكر أنه يصف كل الأشخاص، حيث أن الجميع يواجه إحباط وضغوطات في الحياة اليومية، أي أنه يصف الواقع الذي نعيش فيه، وشمل الديوان قصيدة حملت اسم “صباح النصر يا غزة”، وتحدث عن أحداث 7 أكتوبر الدامية التي شهدها قطاع غزة والتي أصابت العالم العربي بإحباط شديد، وجاءت كلمات القصيدة على النحو التالي:
“يا غزة .. يا رمز العشق والعِزة
يا بدر كانت الغزوة .. وعند نصرنا الموعود
صباح الحب يا طفلي .. يا مستشهد وبتصلي
سلم في جنتك ع اللي.. سبقنا وغير الموجود”

قدم الفنان والمُلحن (أحمد بدوي) المُلقب باسم “بليغ حمدي الثاني” باقة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها الشاعر والسيناريست “مدحت العدل” مثل أغنية فيلم “أمريكا شيكا بيكا” (يعني ايه كلمة وطن)، وأغنية (منه يا ليالي)، للفنان “محمد فؤاد”.

أعرب الأديب “عادل حراز” عن سعادته بحضور “د. مدحت العدل” اليوم، ووصفه بـ “الأخ الكبير” و”ابن الأصول”، وألقى الأديب بعض الكلمات من الأغنية الوطنية “ست البلاد” التي كتبها بمناسبة 25 يناير، كما ألقى قصيدة “إسكندراني يا جدع”.

ألقى د.مدحت قصيدة “كان سني 15 سنة”، وتروي القصيدة موقف كوميدي يحمل طابع رومانسي شهده الشاعر عندما كان يبلغ من العمر 15 عام، جاءت كلمات القصيدة كالتالي:
“أول مرة خرجت مع واحدة بحبها.. أو متهيألي إني كنت بحبها
عمري 15 سنة ومراهق زيها.. حساس لأني شاعر….”
غنت مطربة الأوبرا “دعاء رجب” أغنية تتر مسلسل “قضية رأي عام” (السؤال في كلمتين)، والذي تم عرضه في السباق الرمضاني عام 2007، وحقق نجاح مُبهر حينها.

تحدث دكتور “مدحت العدل” عن تجربة في العمل مع المخرج المبدع خيري بشارة، وأوضح أن البداية كانت عندما كتب أغنيات فيلم “آيس كريم في جليم” للمخرج “خيري بشارة”، وتحدث عن حبه للسينما منذ صغره، حيث كان يذهب إلى السينما في يوم تغيير الأفلام لمشاهدة الأفلام الجديدة التي سيتم عرضها، وذكر أن “خيري بشاري” أستاذه الأول والإنطلاقة الأولى.
طرح “وليد عدنان” سؤال حول صناعة السينما في مصر، وأشار د. مدحت إلى أن السينما عبارة عن إنتاج وتوزيع في دور العرض، واصبح في الوقت الحالي صاحب المنتج هو صاحب دور العرض؛ مما كان ل÷ أثر سلبي على السينما المصرية، كما أن السينما حاليًا تمر بأزمة بسبب الرقابة المرتعشة التي لا تصنع فنًا؛ مما تسبب في ظهور أعمال فنية مرتعشة وغياب أفكار إبداعية متعددة.
أما عن رؤيته للدراما المصرية في الوقت الحالي ذكر أن الدراما حاليًا تُعاني من نوع من الهشاشة بسبب المنصات الرقمية الموجودة بكثرة، والتي تطلب من المؤلفين عدد هائل من الأعمال بسبب عملها بصورة مستمرة، مما أدى إلى ضعف السيناريو وبالتالي ضعف الأعمال الدرامية التي تم طرحها مؤخرًا.
قدم الفنان “محمد أبو عوف” أغنية “رصيف نمرة 5” من فيلم “آيس كريم في جليم”، ثم ألقى الأديب “عادل حراز” بعض الكلمات من أغنية “سيبلك برواز”، وقام أستاذ “وليد عدنان” أغنية (شاهدين عليه).

ألقى “د. مدحت العدل” قصيدة “تجاعيد”، والتي كتبها بعد موقف حدث معه بعد حفل joy awards في العام الماضي، كانت كلماتها كما يلي:
“التجاعيد سنين.. أحلام.. أوهام.. حواديت
حوالين العين تجاعيد.. كانت عشرة وذكرى
وبيت حواليه مريت وكتير غنيت.. أغنية ما يعرفهاش غير أنا والذكرى والتجاعيد”.

تحدث د.”مدحت العدل” عن توجيه السوشيال ميديا عن الرأي العام، وأوضح أن المجتمعات العربية تفتقر إلى الديمقراطية، ويتم حاليًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة لها أثر سلبي كبير، ووصفها بأنها “سكين”، أي أنها سلاح ذو حديث.

“هل أصبحت الرياض عاصمة الفن الحديثة؟” سؤال طرحه أستاذ “وليد عدنان” على “د. مدحت العدل” وكانت إجابته أن عاصمة الفن هي العاصمة التي يتم فيها إنتاج وصناعة الفن، وليست العاصمة التي يتم فيها إقامة الحفلات، وأشار إلى أن صناعة السينما تحتاج إلى أجيال مُبدعة، وقد تحتاج الرياض إلى 100 عام لتصنع السينما، وأكد على أنه لا توجد عاصمة فن في العالم العربي إلا القاهرة.
قامت المُطربة “دعاء رجب” بغناء أغنية “الناس العزاز” وهي تتر مسلسل “لأعلى سعر” للنجمة “نيلي كريم”، وألقى الأديب “عادل حراز” كلمات أغنية “البيت الأولاني”.

قصيدة “سرد آخر محتمل لحدوتة الديب والحَمل” هي آخر قصيدة من قصائد ديوان “إنسان عادي” التي ألقاها دكتور “مدحت العدل” على الحضور، بدأ بعدا الإجابة على الأسئلة التي وجهها له الحضور، ثم ألقى الشاعر “أحمد يسري” شاعر الحب والسلام قصيدة شعر بمناسبة عيد الشرطة في 25 يناير، واختتمت الندوة بالتقاط الصور التذكارية مع دكتور “مدحت العدل”.

مسؤول ديسك/ مها الطحان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock